سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 246 - الجزء 1

[٢١] - الصدق

الخطبة الأولى

  

  الحمدُ لله صادقِ الوعدِ، وفيِّ العهدِ، ربِّ الأربابِ، ومالكِ الرقابِ، نحمده على كل حال ونعوذ به من سوء المآل.

  ونشهد ألّا إله إلا اللهُ وليُّ الصالحين، الذي لا تراه العيونُ ولا تحيطُ به الظنونُ، ولا يصفه الواصفون.

  ونشهد أن سيدَنا ونبينا محمداً عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمينُ وخاتمُ المرسلين ومؤدبُ المؤمنين ومربيهم على النهجِ القويمِ، صاحبُ الأخلاقِ الفاضلةِ والصفاتِ الكريمة.

  صلى الله عليه وعلى عترته الأطهار ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

  عبادَ الله: لقد بعث اللهُ نبينا محمداً ÷ برسالةٍ سماويةٍ خالدةٍ، الغاية من ورائها بناء النفس البشرية وتزكيتها، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} أي إن مهمة رسول الله ÷ التي أرسله الله من أجلها هي تربية البشرية على خصالِ الخيرِ والفضيلة، وتعليمِ الناسِ مكارمِ الأخلاق، التي تسموا بالعبد إلى أعلى مراتب الكمال، وتطهره من الرذائل والآثام.

  عبادَ الله: لقد أدبَ اللهُ نبيَّه وتَوَّجهُ بمكارمِ الأخلاقِ، حتى بلغ أعلى مراتبِ الفضيلةِ والكمالِ فأثنى اللهُ عليه بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فكان هدفُ رسولِ الله ÷ أن ينقلَ إلينا تلك الأخلاقَ الفاضلةَ، ويعلمَها كلَّ فردٍ في هذه الأمة، ويربيهم عليها، كما علمَه الله فهذه من أعظمِ الغاياتِ التي من أجلِها بَعَثَ اللهُ الرُّسل.