سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 256 - الجزء 1

  أملك شيء للإنسان، ألا وإن كلام العبد كلَّه عليه إلا ذكرَ اللهِ تعالى، أو أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر، أو إصلاحاً بين المؤمنين».

  فقال معاذُ بنُ جبلٍ ¥ يا رسولَ الله أنؤاخذُ بما نتكلمُ به [أي هل يحاسبُنا اللهُ على فلتاتِ ألسنتِنا] فقال له رسولُ الله ÷: «وهل يُكَبُّ الناسُ على مناخرِهم في النارِ إلا حصائدَ السنتهم».

  عبادَ الله: إن من حكمةِ الله أن جعل لابن آدم عينين واذنين وفماً واحد وذلك ليسمعَ ويبصرَ أكثرَ مما يتكلمُ، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه، وليحرس ما أنطوى عليه جنانُه، وليحسن عملَه، وليقصر أملَه قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}.

  جعلنا الله وإياكم ممن سَمِعَ فوعى واتعظ فارعوى، إن ربي وليُّ النعماءِ وكاشفُ الضرِّ والبلاءِ وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل.

  عبادَ الله: إنَّ يومَكم هذا يوم مبارك ميمون، فأكثروا فيه من الصلاة على نبيكم الكريم امتثالاً لأمر الله القائل.

  {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصل وسلم وبارك وترحم على عبدك ونبيك الخاتم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وصل اللهم وسلم على أخيه الليث الغالب الإمام علي بن أبي طالب، وعلى زوجته البتول الزهراء سيدة نساء الدنيا والأخرى، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين أبي محمد الحسن، وأبي عبد الله الحسين.

  وصل اللهم وسلم على إمام الجدِّ والاجتهادِ الولي بنِ الولي الإمامِ زيدِ بن علي، وعلى الإمام الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بن إبراهيم، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيِّكَ المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وعلى من بينَنا وبينَهم من الأئمةِ الهادين، وارضَ اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من الأنصارِ