سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 289 - الجزء 1

  يبدل خوفكم بالأمنِ، والشدةَ بالفرجِ والعسرَ باليسرِ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا} وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}.

  اللهم إنا نسألك في هذه الساعة المباركة ومن هذا المكان الطاهر أن تديم علينا نعمك، وأن تحفظنا بحفظك، وتلطف بنا في جميع الأحوال، اللهم أحفظنا بكنفك الذي لا يضام، واحرسنا بعينك التي لا تنام برحمتك يا أرحم الراحمين.

  عبادَ الله: أكثروا في هذا اليومِ وأمثالِه من الدعاءِ والأعمالِ الصالحةِ، والصلاةِ والسلام على نبيكم الكريمِ، فإنه يومٌ تضاعفُ فيه الأعمالُ، اللهم فصل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وصل اللهم على أخيه وابن عمه مولانا الإمام علي بن أبي طالب، وصل اللهم على زوجته الحوراء فاطمة البتول الزهراء.

  وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين الحسن والحسين، وعلى الولي بن الولي الإمام زيد بن علي، وعلى الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، وعلى سائر أهل البيت المطهرين دعاة منهم ومقتصدين، وارض عنا معهم بفضلك ومنِّك يا كريمُ، اللهم اغفر لنا وأقبلنا، وتقبل منا يا عزيزُ يا غفار، اللهم ارحمنا رحمة الأبرار، وولنا الأخيار، واكتب لنا براءةً من النارِ، وقنا شرَّ الأشرارِ، وشرَّ طوارقِ الليلِ والنهارِ، إلا طارقاً يطرقُ بخيرٍ، اللهم اكفنا المحن، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآمنا في ديارِنا وأوطانِنا، وفي سفرِنا وحضرِنا وحيثما كنا واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين ووحد صف المؤمنين، وأعلى رايتهم، واجمع كلمتهم، وأنزل عليهم السكينةَ وأثبهم فتحاً قريباً يا كريمُ.

  اللهم وأهلك الكفرة والملحدين، والمفرقين بين المسلمين، والصادين عن ذكرك والمعادين لأوليائك أينما كان كائنهم يا قوي يا عزيز، اللهم مزق شملهم،