الخطبة الأولى
حقوق المساجد ومكانتها في الإسلام
الخطبة الأولى
  
  الحمدُ لِلهِ الذي شَرَّفنا بالعلمِ وكَرَّمنا بالحلمِ وأَنْعمَ علينا بالعقلِ والتَّفكيرِ لِنَستدِلَّ به على طُرُقِ الخيرِ، نَحمدُه حَمداً لا يُحصى عَددهُ ولا يُدرَك حَدُّه.
  ونَشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ، كلُّ شيءٍ هالكٌ إلَّا وَجْهَهُ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ وهو السميعُ البصيرُ.
  ونَشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُه ورَسولُه، المبعوثُ رحمةً لِلعالمينَ، بَلَّغَ رِسَالَتَه وَأدَّى أَمَانَته وَجَاهَدَ في الله حَقَّ جِهادِه حَتى أَتاهُ اليقينُ، فَ ~ وعَلى آله الطاهرين، مِن يَوْمِنا هذا إلى يومِ الدين.
  أمّا بعدُ
  يَقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} {وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الأحقاف ١٣٢].
  عبادَ الله:
  اسْمَعوا وَعُوا، وَأَنْصِتُوا حَالَ الخطبتَينِ، وَتَدَبَّرُوا مَا يُلْقَى عَلى أَسْمَاعِكم فَرُبَّ كَلِمةٍ تَسْمَعُها وَأَنْتَ بِها جَاهِلٌ فَتعملُ بِها تُدخِلُك الجنةَ، وَرُبَّ كَلمةٍ تَسمعُها فَتنتَهِي بِسَبَبها تُنقذُكَ مِن النَّارِ.
  عِبادَ الله:
  إِنَّ الإنسانَ لَم يَلدْ عَالِمَاً، بَلْ كُلُّنا وُجِدْنَا جُهَلَاءَ لَا عِلمَ لنا كما قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ