الخطبة الثانية
  رخيصٌ، قال ÷: «لا يا قيسُ، إن مع العزِّ ذُلاً، وإن مع الحياةِ موتاً، وإن مع الدنيا آخرِةً وإن لكلِّ شيءٍ حسيباً، وعلى كلِّ شيءٍ رقيباً، وإن لكلِّ حسنةٍ ثواباً، وإن لكلِّ سيئةٍ عقاباً، وإن لكلِّ أجلٍ كتابٍ، إنه لا بُدَّ لك - يا قيس - مِن قرينٍ يدفنُ معكَ وهو حيٌّ، وتدفنُ مَعَهُ وأنت ميتٌ، فإن كان كريماً أكرمَك، وإن لئيماً أسلمَك، ثم لا يحشرُ إلا معك، ولا تبعثُ إلا معهُ، ولا تسألُ إلا عنه، فلا تجعلهُ إلا صالحاً، فإن كان صالحاً لم تأمن إلا به، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه، وهو فعلُكَ».
  جديرٌ بنا أنْ نُصفيَ حساباتِنا ونحاسب أنفسنا ما دُمْنَا في مهلةٍ من أعمارِنا، وأن نتخلصَ عما علينا من المظالمِ، ونتوبَ إلى اللهِ من تبعاتِ أعمالِنا، لعلَّ اللهَ أن يرحمَنا، ويتجاوزَ عنا، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
  {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٥٥ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ٥٦ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٥٧ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
  عباد الله:
  إنكم في يومٍ عظيمٍ ويومِ عيدٍ كريمٍ شرَّفَهُ اللهَ وكرَّمَهُ على سائرِ الليالي والأيامِ. فأكثِرُوا فيهِ مِن الصلاةِ والسلامِ على نبيِّكم خيرِ الأنامِ امتثالاً لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
  اللهمَّ فصلِّ وسلِّم وبارِكْ وتَرَّحم على عبدِك ونبيِّك وخِيرَتِك من خلقِك أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ، محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وصلِّ اللهمَّ