سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 244 - الجزء 2

  وعن النبي ÷ أنه قال: «في الجنةِ حوراءُ يقالُ لها لُعبة خُلِقَتْ من أربعةِ أشياءَ: من المسكِ والكافورِ والعنبرِ والزعفرانِ، وعُجِنَ طينُها بماءِ الحيوانِ، جميعُ الحورِ لها عُشَّاقٌ، لو بصقتْ في البحرِ لَعَذُبَ ماءُ البحرِ من طعمِ ريقِها، مكتوبٌ على نحرِها: (من أحبَّ أن تكونَ له مثلي فليعملْ بطاعةِ ربِّي».

  تلك هي الجنةُ، وهذا بعضُ نعيمِها.

  فمن أرادَها فلينافسْ في طلبِها مع المتنافسين، وفي ذلك فليتنافسِ المتنافسون، فهي هبةُ اللهِ وجائزتُه العظيمةُ إنها غاليةٌ حقًّا غاليةٌ وثمنُها غالٍ.

  {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١١١ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

  وما زالت السوقُ قائمةً، والسلعةُ معروضةً لمن يشتريها، فلنشمِّر فيما شمَّرَ فيه الصالحون للفوزِ بالنعيمِ الدائمِ والخلودِ الأبدي.

  عبادَ الله:

  إنَّ يومَكم هذا من شعائرِ اللهِ التي أمرَ بتعظيمِها وضاعفَ الأجرَ للمطيعين فيها، فعظِّمُوا هذا اليومَ بالعملِ وبتركِ العصيانِ وأكثروا فيه من الصلاةِ والسلامِ على نبيِّكم الكريمِ امتثالًا لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

  اللهم فصلِّ وسلِّم على أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بن هاشمٍ، وصلِّ اللهم وسلِّم على أخيه ووصيه من بعدِه الليثِ الغالبِ