سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 286 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  مولد الرسول الأكرم

  

  الحمدُ للهِ الذي اصطفى محمداً ÷ لرسالتِهِ، وارتضاهُ لدينِهِ، وائتمنَهُ على وحيهِ، وابتعثَهُ رحمةً للعالمينَ، يبشرُ بالجنةِ مَن أطاعَ اللهَ واتقاه، وينذرُ بالنارِ مَن خالفَهُ وعصاه، ففتحَ بهِ أعيُنًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوباً غلفاً.

  وأشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الرحيمُ الرؤوفُ {الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

  وأشهدُ أنَّ سيدَنا وسندَنا ورسولَ اللهِ إلينا، النبيَّ الأواه، والرحمةَ المهداةَ، والنعمةَ المسداةَ، مَن اختارَهُ اللهُ واجتباه، وعلى الخلقِ فضَّلَهُ واصطفاه، محمدُ بنُ عبدِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله الولاةِ، سفنِِ النجاةِ وسلَّم تسليماً كثيراً.

  محمدٌ وما أدراكَ ما محمد، أخرجَهُ اللهُ من أفضلِ المعادنِ منبتًا، وأعزِّ الأروماتِ مغرساً.

  يا مخجلَ البدرِ مِن وضاحِ طلعتِهِ ... وفوق جبينهِ الأنوارُ ترتسمُ

  في يومِ ذكراك ماذا يكتبُ القلمُ ... وهل تحيطُ بوصفِكَ الأفواه والكلمُ

  أنتَ يا قدوةَ الأبرارِ مدرسةٌ ... للمكرماتِ ومنها تأخذُ الأممُ

  صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طلعتْ ... شمسٌ وما هطلتْ في روضِها الديمُ

  والآل خير عباد الله كلهمُ ... هم المكارم والأخلاق والقيمُ

  أما بعدُ:

  أتباع الحبيبِ محمدٍ، إنَّ ذكرى مولدِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ومناسبةَ الاحتفالِ بهِ فرصةٌ