سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 300 - الجزء 2

  أفلا يجدرُ بمَن كان هذا مقامُهُ أن يحظى كلَّ يومٍ بحفلٍ، وأن تجعلَ أيامُ السنةِ كلُّها أعيادًا له تشيدُ بذكرِهِ، وتشدوا بفضلِهِ، وتتغنى بعظمتِهِ.

  إننا في زمنٍ تَكَالَبَ أهلُ الباطلِ فيه على الإسلامِ، وتداعوا عليه تداعيَ الكلابِ على الفريسةِ، كلٌّ قد كَشَّرَ أنيابَهُ، واستنَّ مخالبَهُ يحاولُ الوثوبَ عليه، وتمزيقَ أحشائِهِ.

  إننا بين ذئابٍ تكنُّ الحقدَ والغلَّ على الإسلامِ ورسولِ الإسلامِ، وتسعى جاهدةً للنيلِ منهُ وتشويهِ صورتِهِ في نظرِ العيونِ.

  لقد أضحى رسولُ الإسلامِ في هذه الأيامِ مرمى ألسنة الكفرةِ والملحدينَ، وبيتَ القصيدِ لديهم يكيلون إليه التُّهَمَ على شاشاتِ التلفزةِ وعلى القنواتِ الفضائيةِ وعلى صفحاتِ الجرائدِ والصحفِ.

  ينالونَ من كرامتِهِ، ويصفونَهُ بأقبحِ الصفاتِ، ويوجهونَ إليهِ الشتائمَ والتهمَ الباطلةَ.

  وبدلًا من أن نسمعَ مَن يردُّ عليهم ويُكَمِّمُ تلك الأفواهَ، ويُخْرِسُ تلك الألسنَ نجدُ مَن يزيدُ الطينَ بلّةً، فيمنعُ مِن الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ الأعظمِ، ويحرمُ ذلك التجمعَ، ويصفُ كلَّ ذلك بالبدعِ والضلالِ، وبدلًا من أن يقومَ بمقاطعةِ الدولِ التي أساءتْ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يقومُ بمقاطعةِ الاحتفالِ بالمولدِ النبويِّ، ومقاطعةِ كلِّ مَن حضرَ في ذلك الحفلِ من الناسِ.

  أهذا ما كان ينقصُنا؟

  أهذا هو ردُّنا على مَن نالَ مِن كرامةِ رسولِنا ونبيِّنا؟

  أهذا هو جزاءُ إحسانِهِ إلينا وحسنِ صنيعِهِ فينا؟

  أبهذا نكونُ قد نصرَنا رسولَ اللهِ على أعدائِهِ؟

  أبهذه الطريقةِ يكونُ انتصارُنا لرسولِ اللهِ وانتقامُنا ممن تعدَّى على حقِّهِ، ونالَ مِن كرامتِهِ.