الخطبة الأولى
  وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، فَطُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوِب النَّاسِ، وَطُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ مَالاً اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله، وَجَالَسَ أَهْلَ الفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذِّلّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، طُوبَى لِمَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَعَزَلَ عَن النَّاسِ شَرَّه، طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِه، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَم تَسْتَهْوِهِ الْبِدْعَةُ».
  نعم إن هذا الوصفَ منطبقٌ علينا نحنُ في هذا الزمانِ.
  أليس هنالك مَن يقرأُ القرآنَ ويكذبُ؟
  أليس هنالك مَن يقرأُ القرآنَ ويسرقُ؟
  أليس هنالك مَن يقرأُ القرآنَ ويغشُ المسلمين؟
  أليس هنالك مَن يقرأُ القرآنَ ويتعاملُ بالربا؟
  أليس هنالك مَن يقرأ القرآنَ ويعقُ والديه؟
  أليس هنالك مَن يقرأُ القرآنَ ويقطعُ أرحامَه، ويأكلُ أموالَهم التي جعلها اللهُ لهم ميراثاً، يأكلها ظلماً وعدواناً؟
  إن هذا واللهِ موجودٌ في زمانِنا هذا ونحن نعرفُ ذلك جيداً، إنه قد انطبق علينا قولُ الرسولِ الأعظمِ ÷: «كَأَنَّ الحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ»، يعني كأن أوامرَ اللهِ ونواهيه إنما وجبت على غيرِنا، اللهم أعنا على أداء شُكرِكَ وذكرِك وحسنِ عبادتِك، وتجاوزْ عنَّا فيما قصرنا فيه من أداءِ حقوقِك، واحملنا على عفوِك ولا تحملنا على عدلِك.
  أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ ﷽ {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ، وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.