[الخطبة الثانية]
[الخطبة الثانية]
  
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ١ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ٢ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ٣} نحمدُه على تجاوزِه وعفوِه، ونعوذُ بِه من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا والعاقبةِ والردى.
  وأشهد ألّا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، الملِكُ الحقُّ المبينُ، غافرُ الذنبِ وقابلُ التوبِ شديدُ العقابِ ذو الطولِ لا إله إلا هو العزيزُ الحكيم.
  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمينُ الباذلُ نفسَه في خدمةِ الدينِ وإرساءِ قواعدِ اليقين، ~ دائماً أبداً من يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ وعلى آله الطيبين الطاهرين.
  وبعدُ:
  عبادَ الله: إن مِن حقِّ اللهِ علينا أن نفعلَ جميعَ ما أمَرَنا به، وأن نتركَ جميعَ ما نهانا عنه، وأن نشكرَ جميعَ نعمِه.
  مِن حقِ اللهِ علينا أن يرانا حيثُ يحبُّ، ولا يرانا حيثُ يكرهُ، من حقِه علينا ونحنُ نعيشُ فوقَ أرضِه، ونتنفسُ في جوِّهِ، ونستظلُّ تحتَ سمائِه، ونستمدُّ محيانا دقيقةً بعدَ أخرى من إمدادِه، ألَّا ننتهِك له محرماً، ألَّا نُغضِبَه، و ألَّا نعصيه أبداً، وإذا قد عصيناه أن نُبَادِرَ بالتوبةِ، والرجوعِ إليه، وأن نتخلصَ مما قد ارتكبناه من المحارِم، ونبادر إليه بقضاءِ ما فرطنا فيه من الواجبات، أن نرجعَ إليه ونقولَ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، نعوذ بالله أن نكون من الخاسرين.
  أيها المسلمون إن اللهَ يُمهلُ ولا يُهملُ، يمهلُ الإنسانَ العاصيَ من أجلِ أن يعودَ من غفلتِه، وسكرتِه، إن من أكبرِ نعمِ اللهِ علينا أنه يمهلنا كي نرجعَ إليه