شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ما في جلوس المصلي بعد صلاة الفجر في مصلاه]

صفحة 112 - الجزء 1

  وعلى المؤمن أن يجعل الدعاء بضاعته الثمينة، فبالدعاء يستجلب الخير ويدفع الشر، وبالدعاء يرضي الإنسان ربه ويدخل السرور على الملائكة بما يكتبان له من الحسنات، وبالدعاء والأذكار يشغل الإنسان لسانه عن المعاصي ويطرد به الشيطان الرجيم، وبالدعاء للمؤمنين يقول له ملك من ملائكة الله: «ولك مثل ذلك» وعلى كل حال الأمر كما قال أمير المؤمنين: (اللسان يتقاضى ما عوده الإنسان).

  وقد قال تعالى مادحاً لأوليائه: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}⁣[الأحزاب: ٣٥]، وقال سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠].

  نعم، الإنسان لا يحتاج إلى مال في تحصيل مؤنة الدعاء حتى يدعوه ذلك إلى التقليل من الدعاء أَوَليس الذي خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما هو القائل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فعليك أيها المؤمن أن تستحضر هذا الوعد من الله عند دعائك ومناجاتك لمولاك الذي خلقك ورزقك فهو أصدق الصادقين وخير المنزلين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.