{القارعة 1 ما القارعة 2 وما أدراك ما القارعة 3 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث 4 وتكون الجبال كالعهن المنفوش 5 فأما من ثقلت موازينه 6 فهو في عيشة راضية 7 وأما من خفت موازينه 8 فأمه هاوية 9 وما أدراك ما هيه 10 نار حامية 11}
  وأباهم فهم حقيقون بأن يعتني بهم الأباعد فضلاً عن الأقارب فما بالك بمن يأكلون أموالهم من الأقارب ظلماً وعدواناً.
  شبّه الله هذا المال وتناوله أنه نار يصل إلى البطون الجشعة؛ لأن عاقبته النار وبئس المصير.
  نعم، أهل النار هم أهل القلوب القاسية الذين لا تؤثر في قلوبهم المواعظ ولا ينزجرون لزاجر غير أن الأيتام يحن عليهم الرحماء ولو كانوا كفاراً أو فساقاً؛ لضعفهم ومسكنتهم، شدد الله في هذه الآية وبلغ بها التهديد منتهاه.
  نعوذ بالله من ظلم الأيتام والمستضعفين، ونسأله المخرج من حقوق المخلوقين، إنه أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  
  {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ٣ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ٥ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٧ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ٨ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ٩ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ ١١}[القارعة]:
  عبر الله سبحانه عن يوم القيامة وأهواله وشدائده وعن بعض ما فيه من الدواهي والطوام بهذه السورة الكريمة، القارعة هي التي