قال الله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 185}
  باباً مفتوحاً فليسلكه وليحمد الله على ذلك، فالحمد بركة في الأعمال وسداد في الأفعال والأقوال، ومن الله نستمد العون والهداية، وهو على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  
  قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}[آل عمران]:
  لفظة «كل» تفيد العموم فلا نفس حية إلا وهي داخلة تحت هذا الحكم، وهذا معلوم عند كل مسلم.
  قوله: {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الذين يستحقون الأجور هم المكلفون من الملائكة $ والإنس والجن، أما الملائكة فلا كلام في نجاتهم وفضلهم وسبقهم {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦}[التحريم]، وأما الإنس والجن فمنهم الناجون والجم الغفير والعدد الكثير هم - والعياذ بالله - هالكون.
  {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} بألطاف الله وبالأعمال الصالحة والتوبة النصوح ورحمة أرحم الراحمين وأدخل الجنة فقد فاز.
  نعم، تأمل أيها الناظر بعين البصيرة في قول الله سبحانه: {فَمَنْ زُحْزِحَ} جاء الفعل مغير صيغة لنعلم أن الله بلطفه ورحمته يزحزح المؤمنين من الوقوع في النار بعنايته الربانية، ولو وكل الله الناس إلى