{إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر}
  تبكي عليهم ملائكة السماء وتلك البقاع التي حلوها وسكنوها، أمثالهم في القلوب موجودة وأعيانهم مفقودة كما قال الوصي.
  جمع الله بيننا وبين أوليائه العلماء في مستقر رحمته ودار كرامته إنه على ما يشاء قدير.
  
  {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣}[الكوثر]:
  لله الحمد والمنة على عطائه الجزيل، لقد أكرم الله بهذه السورة الكريمة خاصة وبالقرآن الكريم عامة نبيه ~ وآله، وأهان بها أعداء النبي إلى يوم القيامة.
  نعم، كان أعداء الله وأعداء رسوله يتفننون في الشتائم لرسوله ويتباهون بالكلمات الجارحة لقلبه، ويعدون ذلك من البلاغة ورجاحة العقل، فالسيد المطاع عندهم من لفت أنظار المجتمع بكلامه المهين لرسول الله ÷ من الكذب والافتراء والسب والاستهزاء، يعدون ذلك من المكاسب الكبار، وهذا ديدنهم على مدى أيامه ولا سيما في مكة، وقد علموا وتيقنوا لا سيما الكبار الأشرار منهم أن ما جاء به محمد ÷ من الوحي قرآن لا يشكون في ذلك ولا يمترون فلما قال