شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا]

صفحة 125 - الجزء 1

  وكم من قلعة حصينة وقصر مشيد قد عفاها الزمن كانت مفتخراً فصارت عبراً، النظر فيها يسمج لذة العاقل ويقصر أمله، ومن الآثار المدهشة للعقول ما كانوا يزرعونه من الأموال ويتقاتلون عليه في بعض الأحوال وعلى هذا جرت سنة الله في خلقه وحكمته في أرضه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}⁣[ق].

[الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا]

  ومن حكمه الجامعة # قوله: (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا):

  تأمل أيها الناظر في هذه الدرر الذهبية من البلاغة والبيان - لحال الإنسان وما هو فيه من الغفلة والمغالطة لنفسه والنسيان ومثل هذا يقول المصطفى ÷: «ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار نام هاربها»، الناس يتكالبون على مصالح الدنيا الليل والنهار من أجلها يرضون ولأجلها يغضبون، أما ما خلقنا الله من أجله وهو الدين فلا مبالاة إلا عند القليل، فقد بين أحوال الناس في دينهم وما هم عليه وكيف يكون حال الغافل عند هجوم هادم اللذات عليه وأنه عند ذلك يستيقظ ويندم حين لا ينفع الندم ويقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}⁣[المؤمنون]، يتذكر الفوت والتفريط فتزداد الحسرات كما قال أمير المؤمنين #: (تجتمع عليه حسرات الفوت وسكرات الموت)، وكما قال #: (يتذكر أموالاً