[فراسة العاقل كهانة]
[فراسة العاقل كهانة]
  ومن حكمه # قوله: (فراسة العاقل كهانة):
  أراد والله أعلم من خلال هذه الكلمة سلام الله عليه النصيحة لأصحاب العقول الكبيرة بأن لا يطلقوا لعقولهم عنانها في الفراسة ومن أجل ذلك يقول الله ø: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء]، وكم تفرس الإنسان وبنى فراسته على الوهم وينكشف له خلاف ذلك، فعلى كل عاقل أن يحسن ظنه بإخوانه المؤمنين ولا يطاوع هوى نفسه ويملأ خياله سوء ظن؛ لأنه يترتب على ذلك عداوة من قلبه لغيره وإغراء لآخرين بذلك الغير فيتحول الصديق عندهم عدواً، وربما ضروه بسبب ذلك الإغراء فيكون المتفرس الذي أغراهم به هو المسؤول عند الله.
  فمن يترك ما يترتب على الفراسة خوفاً من التبعات فإنه أسلم له من المعاصي والخطيئات، وليعلم كل عاقل أن النفس أمارة بالسوء إن لم يجاهدها ألقت به في مهاوي الهلكة.
  نعم، العلاج لقمع النفس ولسوء الظن بالآخرين أن يشغل الإنسان نفسه بنفسه وأن يملي عليها سيئاته الخفية التي اقترفها في غفلة من الناس وقد بارز بها ربه من غير حياء ولا خجل وآذى حفظته باقترافها فهذه النظرة حجاب بينه وبين عيوب الآخرين.
  نسأل الله أن يشغلنا بذكره عن كل ذكر، وأن يشغلنا بعيوبنا عن عيوب خلقه. آمين رب العالمين.