{لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين 108}
  قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ٢٥ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ٢٦} فمهما بلغ تعذيب الظالمين في هذه الدنيا فإنه لا يعد عذاباً عند عذاب ملائكة الله للمجرمين وكذلك القيود في جهنم فهي سلاسل من جمر جهنم ومن حديد جهنم لا تتكسر ولا تحل من أيدي وأرجل العصاة الخالدين في عذاب الله.
  ثم قال: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ٢٨ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ٢٩ وَادْخُلِي جَنَّتِي ٣٠}.
  اللهم بحق أنبيائك وملائكتك نسأل، وبجاه رسولك محمد وأهل بيته نتوسل أن تصرف عنا مضلات الفتن، وأن تدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ووالدينا والمؤمنين والمؤمنات أجمعين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  
  {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨}[التوبة]:
  مدح الله أهل قبا غاية المدح وأثنى عليهم بأفضل الثناء، وأخبر سبحانه بما انطوت عليه سرائرهم من حبهم للتطهر من جميع النجاسات، وأخبر بخلوص نياتهم في عبادته؛ بدليل: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} فلا تقوى إلا من القلوب الصادقة والنوايا الخالصة.