شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[عند الصباح يحمد القوم السرى]

صفحة 129 - الجزء 1

[عند الصباح يحمد القوم السرى]

  ومن حكمه # قوله: (عند الصباح يحمد القوم السرى):

  عبر بهذه الكلمة سلام الله عليه عن عواقب الأمور لأهل طاعة الله وشبه حالهم بحال من تحمل مشقة السفر في ليله والناس نيام فحمد عاقبة مسراه ونسي تعبه وما عاناه كذلك من تحمل مشقة التكليف في هذه الحياة المليئة بالهم والنكد والمشاكل من الخوف والمرض والفقر وهم العول وغير ذلك فإنه عند الموت والبشارة بالنجاة يسعد وكيف لا يسعد وقد حصل على أمان أبدي وعلى نجاة من عذاب الله السرمدي، وفاز برضوان الله وبجنة عرضها السموات والأرض، وفاز بمجاورة أنبياء الله فأمانه أبدي قال تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ٣٤ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ٣٥}⁣[ق]، فكيف لا يحمد هذه العاقبة.

  ولنعلم أنه لا بد من الصبر على طاعة الله، ولا بد من البصيرة ومن مجاورة أهل التقوى والدين والخوف واليقين وإلا عصفت بنا رياح الفتن والأطماع وحب الدنيا القاتل، فحب الدنيا سموم قاتلة وحبائل عالقة، فالسعيد والله من جعل الفكرة مرآة أمام عينيه صافية ينظر فيها إلى مثواه الأخير وما عسى أن يأخذ معه مما جمع وينظر فيمن عفاهم الزمن في تلك المقابر كم قد فرحوا ومرحوا غفلوا عما يصلح أحوالهم في الآخرة والتهوا بمتاع الدنيا الفانية فقدموا على ما قدَّموا ولم ينفعهم ما أخروا.

  نسأل الله السلامة من كل شر والغنيمة من كل خير، آمين رب العالمين.