شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط

صفحة 7 - الجزء 1

  

  {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}⁣[آل عمران: ١٨]:

  تشريف من الله لأوليائه العلماء الذين علموا وعملوا وأخلصوا فقد شهد لهم رب العالمين جلت عظمته بأنهم وحَّدوا خالقهم ودانوا في حقه سبحانه بالعدل الذي يرضاه جلت عظمته.

  العلماء هنا هم الذين قال سبحانه في شأنهم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}⁣[فاطر: ٢٨]، والذين عناهم بقوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}⁣[المجادلة: ١١]، العلماء الذين قرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة هم أولئك المصابيح لكل ظلمة، نجوم الزمان وحجج الله في كل مكان، الذين بذلوا رخيصهم والغالي في طاعة الله يذكِّرون بأيام الله ويهتفون بالزواجر في أسماع الغافلين كما قال أمير المؤمنين، هم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، هم الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.

  بذلوا رخيصهم والغالي في نشر دين الله القويم، وفي قضاء حوائج الضعفاء والمساكين، ضالتهم المنشودة إصلاح الناس وتعليمهم، شرهم مأمون، وخيرهم مأمول، نصائحهم تشفي من أمراض الجهل القاتلة، ومجالستهم تنسي عن الدنيا وتذكر بالآخرة، النظر في وجوههم عبادة، مجالسهم ترفع الوضيع، وتبرئ السقيم، وتغني الفقير، إذا مات أحدهم أورث موته ثلمة لا تنسد، وظلمة لا تنجلي، وخراباً لا يعمر.