شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[حاسب نفسك لنفسك]

صفحة 139 - الجزء 1

[حاسب نفسك لنفسك]

  ومن حكمه # قوله: (حاسب نفسك لنفسك فغيرها من الأنفس لها حسيب غيرك):

  صدق سلام الله عليه، يشهد لذلك قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}⁣[المائدة: ١٠٥]، أراد # أن تشتغل بنفسك ولك في نفسك شغل عن محاسبة الآخرين، حدث نفسك وأصدقها الحديث عندما تذكر يوماً من أيامك الماضية وقد مريت من طريق فوجدت فيها امرأة غير محرم فنظرت إليها ولو كان معك أحد من أبناء جنسك لم تنظر إليها إما لأنه من أهل الدين فعظمته أو لأنك تدعي الدين وتريد أن تعظم نفسك عنده.

  أما رب العالمين فلم تخشاه وهو الرقيب عليك {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩}⁣[غافر]، وعليك منه ملكان كريمان لا يغيبان عن يمينك ويسارك كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}⁣[الانفطار]، فهل هذا إلا عين القبيح وقلة الحياء من خالقنا ورازقنا الذي غذانا بنعمه وأسبغ علينا مننه وصدق من قال: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وعلى هذا فقس. نستغفر الله العظيم من كل ما بارزنا به خالقنا ورازقنا ونتوب إليه من كل ذنب، ونسأله الستر في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.