[الحرمان مع الحرص]
  فالمؤمن في هذه الأمور وغيرها حرّ - كما قال # - قبل الوعد، وإذا تكرر من أحد المؤمنين خلف الوعد فقد وسم نفسه بخليقة لا يرضاها له أحد من الصالحين، والسيئة سيئة وهي من بيت العز أسوأ.
  فعلى طلبة العلم خاصة والمؤمنين عامة أن يترفعوا ويتنزهوا عن خلف الوعد، فلا يليق بهم إلا الوفاء والصدق، ألا تسمع لمقالة المتقين: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤}[الفرقان]، وإذا وعد وهو من أهل النسيان فعليه أن يخبر من يذكره وإن كان النسيان عذراً، فلا يترك الاحتياط كي لا يوسم بخلف الوعد، وقد جرب أغلب الناس خلف الوعد من غيرهم وأن الإنسان يفاجأ به من الغير.
  اللهم ارزقنا الصدق والوفاء بالوعد وأقل عثراتنا، وصل وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
[الحرمان مع الحرص]
  ومن حكمه #: (الحرمان مع الحرص):
  من اتعظ بها فقد أخذها من عين صافية، فالكرم سبب قوي في جلب الخير، الله هو الذي وعد {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}[سبأ: ٣٩]، وفي دعاء الملك: «اللهم أعط منفقاً خلفاً، وممسكاً تلفاً».
  فمن عود الله سبحانه من نفسه رحمة الضعفاء وإكرام الأتقياء فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، الكريم مرحوم في سماء الله وفي أرضه، ولا ينبغي لمؤمن أن يتكلف ما ليس له به طاقة، {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}[الطلاق: ٧]، وفي الحديث: «اتقوا النار