[ابن آدم في الدنيا ضيف وما في يده عارية]
  وكونهم كالأدلة في الفلوات وفي لجج البحار كذلك أئمة الهدى في كل زمان ومكان كتبهم وما تركوه من العلوم بذلك شاهدة فأولهم لآخرهم شاهد، وأقوال آخرهم لسابقهم ساند، ذرية بعضها من بعض، فهل أسس بنيانه على تقوى إلا من سلك طريقهم ومضى على نهجهم، فالسعيد - وخالق الكون - من تواضع لربه وعرف فضلهم، وحمد الله على نعمته بهم واقتفى أثرهم.
  اللهم ارزقنا حبهم، واقفُ بنا أثرهم، واحشرنا يوم القيامة في زمرتهم، آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
[ابن آدم في الدنيا ضيف وما في يده عارية]
  
  يقول المصطفى ÷: «ابن آدم في الدنيا ضيف وما في يده عارية، الضيف مرتحل والعارية مردودة»:
  انظر أيها الناظر بعين البصيرة إلى هذا التعبير النبوي، نعم، الدنيا في سرعة زوالها وقلة بقائها وما فيها من الحطام مما في أيدي أهلها ليست إلا كضيافة لأحد الأشخاص فالضيف سرعان ما يودع من ضيفه ويتجه إلى مقره الحقيقي، كذلك ما في يده ليست إلا عارية سرعان ما يأخذها صاحبها، قال أمير المؤمنين: (ما أكثر العبر وأقل الاعتبار) وهل أخذ شخص ممن غادر شيئاً من حطامها أو أحكم قبضته على شيء من متاعها أم فارقها عارياً؟ لقد رأينا مصارع من