{لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور 15 فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل 16 ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور 17}
  
  {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ١٥ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ١٦ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٧}[سبأ]:
  عبرٌ ومواعظ تتحير فيها الفطن وتقشعر منها الجلود وتخشع لها القلوب وتذرف منها ومن إمعان النظر فيها - والله - الدموع، قص الله قصتهم وحكى لهذه الأمة ما كانوا عليه وما صاروا إليه بسبب عصيانهم وكفرانهم لنعم ربهم وخالقهم محذراً بهذا القصص أصحاب النعم في كل زمان ومكان أن يحذروا أخذ الله الشديد.
  {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} غاية لا تدرك في التعبير بهذا الكلام عما كانوا عليه وفي وصف نعمتهم البالغة وأيادي ربهم السابغة خبر من الله على التحقيق ولا ينبئك مثل خبير.
  سبأ هم أهل مأرب قوله: {فِي مَسْكَنِهِمْ} أراد في بلدهم، ولكنه عبر عن البلد بالمسكن؛ لقرب النعم وما هم فيه بمن يتناول الأشياء المشتهاة من عند رأسه ومن أمام عينيه ومن عند قدميه فلا يحتاج في ذلك إلى تعب ولا نصب ولا كلفة ولا جهد،