شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الاستخارة]

صفحة 113 - الجزء 1

[الاستخارة]

  

  روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «من سعادة المرء كثرة استخارته، ومن شقاوته تركه الاستخارة»:

  الله ورسوله أعلم بمصالح العباد في هذا الحديث دليل أن الله سبحانه يدفع بالاستخارة شروراً عظيمة ويجلب بها خيراً كثيراً غير أن الإنسان بحاجة ماسة إلى أن يعوِّد نفسه ولسانه، وأن يستشعر فائدة الاستخارة حتى تكون خليقة له محمودة ينطق بها ويعظ بها غيره ويلقنها أهله وأولاده.

  نعم، قول رسول الله ÷: «من سعادة المرء كثرة استخارته» يفيد هذا الخبر أن لا سعادة مع ترك الاستخارة ولو ملك الأموال والمناصب؛ بدليل آخر الحديث وهو قوله ÷: «ومن شقاوته تركه الاستخارة» أما مع الاستخارة وتكريرها فالسعادة حاصلة لأنه خبر من الصادق ÷ ولا ينبئك مثل خبير غير أن الاستخارة وكذلك الدعاء من الإنسان أو طلبه من الغير ومثل الصدقات لجلب الخير ودفع الشر لا بد أن يصحب جميع ذلك التصديقُ من القلب والظنُّ الحسن بالله وأنه طلب حاجته من الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فهو القادر على قضائها فإن ذلك يكون أنجح في قضاء الحاجات، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}⁣[الحج].

  اللهم حبب إلينا الدعاء، وألهمنا الاستخارة في جميع أمورنا يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.