شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم 19 يصهر به ما في بطونهم والجلود 20 ولهم مقامع من حديد 21 كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق}

صفحة 66 - الجزء 1

  

  قال الله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ١٩ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ٢١ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ٢٢}⁣[الحج]:

  الخصومة قائمة بين الحق والباطل ودائمة ومستمرة من زمن آدم # وإبليس لعنه الله إلى منقطع التكليف.

  هذه الآية نزلت في يوم بدر فيمن يمثِّل المسلمين وهم: حمزة عم النبي وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث، وفيمن يمثل المشركين وهم: عتبة وشيبة والوليد بن عتبة.

  قوله تعالى: {هَذَانِ} إشارة إلى القريب وتدل أن الآية نازلة في حال قيامهما واستعدادهما للقتال أو بعد نهاية معركة الخصمين.

  وقوله تعالى: {خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} تأمل قوله: «في ربهم» الرب هو المربي، فالله سبحانه هو الذي ربى عباده بنعمه وألطافه بعد أن تفضل عليهم بخلقهم وخلق ما يحتاجون إليه في هذه الحياة وركّب فيهم عقولاً يعقلون بها ما خلقهم من أجله وهو التكليف والابتلاء؛ ليعرضهم بذلك على الخير الدائم والسعادة والملك الأبدي فهو متفضل بجميع ذلك، ومن هذا يظهر شناعة