الحمد لله رب العالمين القائل: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
  «يأتي على الناس زمان يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر»، ويقول ÷: «إن المؤمن في آخر الزمان يمر بقبر أخيه فيقول: يا ليتني مكانك» فلولا ما وعد الله الصابرين لتفجرت قلوب المؤمنين غيظاً مما يرون ويشاهدون ويسمعون، غير أن الله وعد الصابرين أجراً عظيماً.
  يقرأون آيات التشويق فينسون متاعب الدنيا وهمومها، قد شغلوا أنفسهم بأنفسهم حتى زهرت مصابيح الهدى في قلوبهم، ونطقت بدرر الحكم ألسنتهم فهم كما قال أمير المؤمنين #: (رياحين كل قبيلة ومصابيح كل ظُلْمة).
  اللهم اجعلنا من أوليائك ومن حزبك، ومن دعاتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
  
  الحمد لله رب العالمين القائل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت: ٦٩]:
  دلت هذه الآية الكريمة على أن الخير الكثير والحظ الكبير في كل ما استثقلته النفوس من الطاعات، وأنه يجب عند ذلك مجاهدة النفس الأمارة بالسوء، وأنه يجب الإخلاص فيما يراد به وجه الله والدار الآخرة؛ بدليل: {جَاهَدُوا فِينَا}.
  نعم، وعد الله من جاهد نفسه في طاعة الله ومرضاته الهداية لسبل الخير فلا تيسير لسبل الخير إلا بعد العناء والجهد الجهيد