[لا شفيع أنجح من التوبة]
[لا شفيع أنجح من التوبة]
  ومن حكمه #: (لا شفيع أنجح من التوبة):
  نعم، الشفيع يتوصل به صاحب الحاجة إلى نيل غرضه إذا قد أذن الله بتيسيرها فالأمور راجعة إلى إرادة الله ø غير أن الشفعاء يتفاوتون بينهم فبعضهم له جاه قوي وآخر دونه، والبعض شفاعته وعدمها سواء عند صاحب الحاجة، أما عند الله فأجره عظيم وثوابه واف، فأخبر سلام الله عليه في هذه الحكمة الجامعة والدرة اللامعة أن التوبة عند قاضي الحاجات ومن عنده نيل الطلبات أنجح شفيع في نيل المطالب وإدراك الرغائب، فالولد والفضة والذهب من أعز الأشياء في هذه الدار الفانية وقد وعد الله بها عباده التائبين في سورة نوح #، وجمع الله الخير كله في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: ٩٦]، فمن أراد خير الدنيا والآخرة فعليه بالتوبة النصوح ليلاً ونهاراً، وسيظفر بمطلوبه ويحصل على محبوبه؛ لأن صاحب الوعد أصدق الصادقين وأقدر القادرين.
  نعم، أعظم مطلوب من الله سبحانه وتعالى رضوانه، وعفوه عن ذنوبنا وغفرانه لسيئاتنا، فإن تم هذا من ربنا وخالقنا وقبل توبة عبده فالخير لهذه القضية تابع من تيسير الأرزاق وصلاح الأهل والولد وراحة القلوب، ويحصل مع ذلك حب المؤمنين وصرف الظلمة والشياطين بدفاع أرحم الراحمين وأقدر القادرين.
  اللهم اجعلنا من عبادك التائبين المخلصين، أهل التقوى واليقين آمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.