شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين 78 ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين 79 وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون 80}

صفحة 35 - الجزء 1

  

  قال الله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ٧٩ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ٨٠}⁣[الأنبياء].

  في هذا القصص العجب العجاب من الأسرار الربانية والحكم الإلهية ما تحار فيه فطن أولي الألباب، انظر في قوله تعالى: {إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} النفش والنثر متقاربان قال الله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ١٩}⁣[الإنسان]، وإضافة الغنم إلى القوم تفيد أن أصحاب الغنم جماعة أو واحد كبير يمثل الجماعة، أخبر الله تعالى أنهما حكما بحكمين وكلاهما حكم بحكم الله سبحانه وتعالى؛ لأنهما نبيان يتلقيان الأحكام من عند الله سبحانه وتعالى.

  نعم، الفرق بين الحكمين والله أعلم فيما ستؤول إليه عاقبتهما قيل: إن نبي الله داود حكم بالغنم لصاحب الزرع يأخذها ويملكها مقابل زرعه ولو تم ذلك الأمر لأدى إلى عدة أمور من الفساد منها: الحقد والكيد من صاحب الغنم على صاحب الزرع ولا سيما إذا زرع أرضه مرة أخرى ورآها صاحب الغنم مزروعة مع تملكه