[كف أذى اللسان واليد]
[كف أذى اللسان واليد]
  
  قال رسول الله ÷: «المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»:
  وإلا فأي فائدة للإسلام إذا كان مدعيه شيطاناً مريداً أو جباراً عنيداً، إن كان ظالماً فلعنة الله على الظالمين، وإن كان منافقاً فالمنافق في الدرك الأسفل من النار، فعلى المسلم حقاً أن يتجنب حقوق الناس وأعراضهم، وأن يسعى في منافعهم، يرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم، يبالغ بجهده في شراء حبهم وودهم، يسعدون بحياته ويترحمون عليه بعد وفاته، ولن يكون المسلم كذلك إلا إذا كان لنفسه متهماً ولذنوبه معظماً، يذكر ستر الله عليه فيخجل، يجد من نفسه أنه شرير لولا رحمة الله، وأنه هالك لولا عفو الله، المدح عنده والثناء سواء، النصيحة من الأخ الناصح أغلى عنده من الدر، يترك ما لا بأس به خوفاً مما به البأس، يمعن بنظره في عواقب الأمور، ومن خلال هذه النظرة يرى قبره محفوراً وحياته منتهية، يتصور المحشر وقد وقف فيه للحساب على كل صغيرة وكبيرة، فإن كان سعيداً حوسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً، وإن كان شقياً فإنه يسلسل في الأغلال ويرد جهنم بين مقطعات النيران بين العقارب والحيات، شرابها يقطع الأمعاء ويسلخ لحم الوجوه، يضرب بمقامع من حديد، وشربه صديد، وطعامه زقوم، فمن كان كذلك فهو المسلم حقاً والمهاجر، نسأل الله التوفيق والسداد وحسن الخاتمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.