شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ابن آدم في الدنيا ضيف وما في يده عارية]

صفحة 122 - الجزء 1

  دفناهم بين التراب كيف فارقوا دورهم وأموالهم ونساءهم وأولادهم عفرت خدودهم بين التراب وسرعان ما أفقدهم النسيان ذكر أحبابهم يفرق من خَلْفَهم ما جمعوا كما قال الوصي: (أصلحوا دنياهم فأخربوا بذلك الإصلاح آخرتهم).

  فيا جماعة المساكين ويا معشر الغافلين أفيقوا من غفلتكم واصحوا من سكرتكم ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، فالندم اليوم خير نافع، وغداً خير شافع، أما في الآخرة فعقوبة من العقاب، ونوع من المصائب والعذاب، {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة]، فالسعيد في الدنيا من نظر في أحوالها وأمعن النظر جيداً في سرعة زوالها وقلة بقائها فعمل فيها لما بعدها فصارت له نعم الدار ولغيره من الغافلين شر دار.

  نعم، لو عمل المكلف بمضمون هذا الحديث النبوي لاستراح من متاعب الدنيا وهمومها وهانت عليه جميع مصائبها وصار بها سخياً وعند جميع أبناء جنسه وفياً.

  اللهم اجعلنا من المعتبرين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.