شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ما قال الناس لشيء طوبى له ...]

صفحة 124 - الجزء 1

[ما قال الناس لشيء طوبى له ...]

  

  من حكم أمير المؤمنين سلام الله عليه قوله #: (ما قال الناس لشيء طوبى له إلا وقد أعد له الدهر يوم سوء):

  كلمة جفت الأقلام أن يأتي لها مثقف بنضير كيف والناطق بها باب مدينة العلم وعيبة علم رسول الله ÷، انظر لما اشتملت عليه فلا شيء تطرب له النفوس وتشتهيه في هذه الحياة إلا وقد شملته هذه الكلمة.

  ترى المناظر البهية من البناء والزرائع والأجسام وما هي إلا أيام وقد تحولت إلى عبر واعظة ومنغصة للذات الدنيا دامغة، اليوم ترى شاباً وسيماً في مقتبس عمره يفرح ويمرح وما هي إلا أيام وقد بدل بالقوة ضعفاً وبالسرور هماً قد تغيرت ملامح صورته وشعره وبشره وقد عمه نقص يراه من بَعُد ومن قَرُب، يشكو من الدهر وهمومه وهو الذي تغير وليس الدهر.

  كم تفكه بالكلام في أيام شبابه وفي آخر المطاف يكره الخطاب من أقاربه وأحبابه، يمسي مهموماً ويصبح مغموماً، يذكر ماضيه فيزداد الطين بلة، كيف كانت حياته مع أصدقائه وأحبابه وما آلت إليه، يعاين الجفوة في أفعالهم حين يعرضون عن مجالسته وحين تمج أسماعهم كلامه فلا رحمة له في قلب قريب ولا بعيد فلسان الناظر في حاله يقول: لا خير هذا يرجى ولا شره يتقى.