شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[إذا كان الطمع هلاكا فاليأس إدراك]

صفحة 128 - الجزء 1

  من عاثر على خده بسبب التعامي وترك المشورة لأصحاب العقول، كم من ضال عن طريق الهدى بسبب اتباع الهوى، وليس من العزيمة الإلقاء بالنفس في التهلكة وسواء كانت المغامرة في أمور دنيوية أم أمور دينية، فالمغامرة في أمور الدنيا واضحة، والمغامرة في أمور الدين جهل، والإقدام على ما لا يؤمن كونه خطأً كالإقدام على الخطأ، ولذلك قال سلام الله عليه لولده الحسن #: (وامسك عن طريق إذا خفت ضلاله فإن الوقوف عند حيرة الضلال خير لك من ركوب الأهوال).

  فقد دلنا سلام الله عليه بهذه المقتطفات الذهبية والنجوم الكلامية على التأني في أمورنا والاستخارة في كل ما يعنينا، ففي التأني السلامة وفي الإقدام على غير بصيرة والعجلة الندامة، فمن أخذ بمواعظه ونصائحه فقد أخذها من عين صافية، ولذا قال المصطفى ÷: «أنا المنذر وأنت الهادي، يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي» فعلينا أن نتتبع كلامه ونقتفي أثره ونعمل بنصائحه فالنصيحة كما قال لقمان الحكيم عند العاقل أحلى من العسل الشهد، وهي على السفيه أشد من صعود الدرج على الشيخ الكبير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله.