شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كثرة الوفاق نفاق]

صفحة 133 - الجزء 1

  وقال #: (وكثرة الخلاف شقاق):

  ينبغي لكل طالب علم خاصة، وغيره من المكلفين عامة، أن يلقي لهذه الحكمة باله، وأن يتذوقها ويعظ عليها بناجذيه إذا أراد السلامة من سكاكين الخلاف الباترة لحبال الوصل بينه وبين الآخرين، فنتيجةُ العناد والخلاف إذا كثر - الشقاقُ ثم الفراق الذي لا يبقى معه رحمة ولا حرمة، ألا تسمع لقول خير البشرية ÷ محذراً عن هذا السم القاتل قائلاً: «صلاح ذات البين أفضل عند الله من عامة الصلاة والصيام، والحالقة المبيرة هي التفرقة لا أقول حالقة للشعر، ولكن حالقة للدين» الله المستعان فما عليك أيها المؤمن التقي والطالب للعلم الزكي إلا أن تحضر بالك عند المحاورة بينك وبين الآخرين أن تحترمهم وتغضي عن الهفوات وتفتح صدرك لبعض الغلطات كي تكون من الكاظمين للغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.

  نعم، لا يقع الخلاف إلا بينك وبين واحد من اثنين إما أحمق فيجب عليك الإغضاء والصفح عملاً بقول الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان]، وإما عاقل عارف فيجب عليك النظر في قوله والتأمل في منطوق كلامه وفي مفهومه كي لا تزل بك قدمك في مزالق الحماقة، فإن كان كلامه سداداً فقد ظفرت بالفائدة وترك الخلاف، وإن كان خطأ فعليك أن تقيل عثرة الكريم كي يقيل الله عثراتك ويغفر زلاتك، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.