شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[إذا كان الرفق خرقا فالخرق رفقا]

صفحة 135 - الجزء 1

[إذا كان الرفق خرقاً فالخرق رفقا]

  ومن حكمه # قوله: (إذا كان الرفق خرقاً فالخرق رفقاً):

  صدق # بعض الناس يطلق لأولاده وحرمه عنانهم وكذلك بعض الرعاة فيترتب على ذلك الشر العظيم ويندم حين لا ينفع الندم ففي شأن النساء يقول # لولده الحسن في شأن المرأة: (إنها ريحانة وليست بقهرمانة) فعلى المؤمن أن يحسن أدب أولاده وبناته ونسائه، وليعلم أنه مسؤول أمام الله في ذلك وأنه إن لم يفعل ذلك ضاعوا وألقت بهم المعاصي والتساهل في مهب الريح وسوف يندم كل راع على ذلك التساهل حين لا ينفع الندم وقد رأينا وسمعنا من يصيح بأعلى صوته من عقوق أولاده وجراءة حُرَمه عليه بسبب التساهل.

  نعم، يقول الله ø: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ١٩}⁣[الحشر]، ويقول سبحانه: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}⁣[التوبة: ٦٧]، والجزاء من جنس العمل.

  وقد حذرنا الله غاية التحذير بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦}⁣[التحريم]، وفي الحديث: «كلكم راعٍ وكل راع مسؤول عن رعيته».

  نسأل الله السلامة من تبعات الأهل والأولاد إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.