شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}

صفحة 13 - الجزء 1

  والريح المرسلة تكون عافية وبركة، وكذلك ما يخرج من الأرض، وما هو مخزون فيها من المياه يطرح الله في جميع ذلك من البركة ما لا يقدر قدره، رحمة من الله لأوليائه، ومنَّة من الكريم على أحبائه، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون.

  البركة من أرزاق العصاة منزوعة، فلا بركة في مطر ولا في ثمر، أكلهم منزوع البركة، ومشربهم كذلك ودوابهم عقاباً لهم من الله عاجلاً، مطرهم قيض وأولادهم غيظ، والحال ما نشاهده في هذا الزمان من المصائب والأهوال والحروب الطاحنة والفتن العائمة والفقر المنسي والغنى المطغي، لا راحة في القلوب يهدأون لها بل هم في شدة وعناء وهمّ وغم، غنيهم فقير وإن ملك الأموال، ومعافاهم سقيم، وآمنهم خائف، يشكون من أهلهم وأولادهم كما يشكو المظلوم، ويخافون من الفقر خوف المحكوم عليه بالقتل، وما سبب ذلك إلا فقد التقوى واليقين.

  تركوا عزهم وركنوا إلى الشيطان الرجيم، شيخهم غاوٍ وشابهم ضال، كما قال أمير المؤمنين، الذاكر لله عدوهم إذا رأوه، والمؤمن بينهم غريب وإن كان في وطنه وبين أهله، فلا حرمة عندهم لكبير، ولا رحمة منهم لصغير، يعظمون الفسقة وأهل اللهو كما يعظم المؤمنون أولياء الله، حين سئل القاسم الرسي #: ما الناس؟ قال: «اثنان، سُفُل ونبل، فلا السفل لهم قدر عند النبل، ولا النبل لهم قدر عند السفل»، وقد أشار إلى ذلك رسول الله ÷ حين قال: