[الفائزون بها غدا الهاربون منها اليوم]
  وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.
  أيها المكلف ولا سيما طلبة العلم ومن هم على طريقتهم - علينا جميعاً أن نستيقظ من نومتنا القاتلة ونمعن النظر فيما يؤول إليه أمرنا وما نحن عليه قادمون، نمعن في قول رسول الله ÷: «إن الدنيا دار من لا دار له، ويجمعها من لا عقل له» وقول أمير المؤمنين: (إنها كالحية مسها لين وسمها قاتل) وقوله: (احذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها).
  وقول المصطفى ÷ إنها أسحر من هاروت وماورت، وقول الوصي #: (من غني فيها فتن ومن فقر فيها حزن)
  فلا يسع طالب الجنة إلا أن يحارب حبها بكل سلاح من كتاب الله وسنة رسول الله ÷ وبالعقل فالعقل هو السيف الباتر لحبائل الدنيا وكما قال أمير المؤمنين: (التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور).
  وعليك أن تستحضر في قلبك مشهد القيامة وندامة الهالكين، {يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ٢٧}[الفرقان]، قائلين: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ١٠٦ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ١٠٧ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ١٠٨}[المؤمنون].
  نسأل الله بمنه وجوده وقدرته ورحمته أن يتداركنا بألطافه الخفية وأن ينزع حب الدنيا من قلوبنا إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.