شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق]

صفحة 154 - الجزء 1

[الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق]

  ومن حكمه # قوله: (الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد):

  التملق من الكلام هو الذي يقصد به صاحبه مصلحة دنيوية وإلا لما بالغ في المدح والثناء، والعي هو ضد الفصيح.

  قوله #: (أو حسد) أعاذنا الله من الحسد، الحسد نار محرقة للحسنات وآفة تؤدي بصاحبها إلى موارد الهلكات، وهل وقعت العداوة للأنبياء إلا من أجل الحسد، وكذلك للعلماء، وللأغنياء كذلك.

  الحاسد يتجرع الغصص مما يعاني، يسهر ليله من أجل المحسود ولا يدري كيف يفعل بزوال نعم المحسودين، إذا نسي ذكّره الشيطان الرجيم، يبرر له ذلك وأن المحسود يستحق العداوة من أجل الدين.

  نعم، أراد أمير المؤمنين # بقوله: والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد - هو أن بعض الناس يعلم أن ذلك الشخص يستحق من المدح والثناء الكثير فإذا أراد أن يثني عليه وعلى عمله الذي يشهد له به القريب والبعيد خرجت كلمتان أو ثلاث كلمات من على لسانه ومن بين شفتيه، ولها ألم ووجع يشبه الجمر الموقدة متحرياً عند من حضر أن لا يلقي لها بالاً، نسي وإن كان من أهل المعرفة أن الرفعة من أرحم الراحمين وأن من أراد الله رفعته لا يضره عداوة المعادين ولا حسد الحاسدين، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}⁣[المجادلة: ١١]، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.