[الناس كلهم هلكى ... الحديث]
  قوله ÷: «والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون» لا بد من العمل بما به كلفنا ربنا وإلا كان الإنسان شبيه إبليس لعنه الله حين امتنع مما أمره الله به من السجود لآدم، عبَد الله ستة آلاف سنة قاله أمير المؤمنين وقال #: (من ذا بعد إبليس يسلم).
  فالحذر كل الحذر من التمادي والغي والغفلة عن تطبيق ما كلفنا به ربنا، من صلاة وصيام وحج وزكاة وبر والدينا وصلة أرحامنا، وقبل ذلك كله من العلم وطلبه وسؤال أهله، فلا مخرج ولا نجاة عند الله إلا بالعلم والعمل، وإلا فالأمر كما قال الله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢}[الشعراء].
  ثم قال ÷: «والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون» فلا عمل من أعمال الآخرة مقبول يثاب عليه صاحبه وينجو من تبعاته إلا إذا كان خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى يشهد لذلك: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، ولا عذر للجاهلين بدينهم يوم القيامة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}[الكهف].
  نعم، الإخلاص هو الروح لكل عمل أخروي، وبدونه يكون العمل ميتاً مستقبحاً عند الله وعند أنبيائه وملائكته، صاحبه ملوم مذموم مأثوم.
  فلو لم يكن باعث على التوبة وتكرار الاستغفار في الليل والنهار