الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأمر الثاني: الاستعانة بالله تعالى

صفحة 16 - الجزء 1

  روي عن النبي ÷ أنه قال: «طوبى للمخلصين: الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، أولئك هم مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء».

  وكما أن الاتصاف بالإخلاص والنية الصالحة تصل بالإنسان إلى المنزلة الرفيعة، فإن الاتصاف بالرياء وسوء النية تهبط بالمرء إلى أسفل الدركات، ومن شأن الرياء أن يحجب الإنسان عن ربه تعالى، وينزل به إلى منزلة الحيوان، فلا تزكو له نفس، ولا يقبل منه عمل، وسيفضح الله تعالى المرائي، ويكشف خداعه، ويهتك ستره.

  نعم، إذا عمل الإنسان العمل وأخلص فيه لله تعالى، ثم اطلع عليه الناس وحمدوه وأثنوا عليه، فإن ذلك لا يحبط عليه عمله.

الأمر الثاني: الاستعانة بالله تعالى

  فقد قال تعالى لنبيه ÷ في أول ما أنزل عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}⁣[العلق: ١] فالنجاح الذي هو النجاح هو في السير على ضوء إرشاد العليم الحكيم.

  فعلى طالب العلم أن يكثر من طلب الإعانة بعد الصلوات وليلاً ونهاراً وعند القراءة وقبلها وبعدها.

الأمر الثالث: التوبة والاستغفار وملازمة التقوى

  في الأثر عن النبي ÷: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، وعلى هذا فإن من كان عاصياً لله غير تائب فإن الله تعالى لا يريد به خيراً في حال عصيانه؛ ومن هنا قال الشافعي في أبيات: