الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة الثانية والثلاثون: في الأسلوب الأمثل

صفحة 80 - الجزء 1

الفائدة الثانية والثلاثون: في الأسلوب الأمثل

  التلويح بالموعظة أبلغ في نفس العاصي، وإلقاؤها إليه من بُعْدٍ أنفع له، ولاسيما إذا لم يلتفت إليه الواعظ، ولم يظهر منه ما يدل على أنه يريده.

  فينبغي أن لا يتعرض المرشد لوعظ شخص معين، ويحثه على ترك معصية معينة، ولكن يجعل الموعظة للناس عامة، ويحذر من المعاصي عموماً، ويذكر الوعيد، ويجعل تلك المعصية أحد ما يحذر منه، ويخصها بشيء من الزيادة على حسب مقتضى الحال، وهذا هو أسلوب القرآن الكريم، وأسلوب النبي ÷.

  فعلى المرشد أن يتخير الأنفع في الموعظة، والأبلغ والأرشد، وأن يتجنب ما عساه يؤدي إلى النفور والاشمئزاز، وينبغي للمرشد أيضاً أن لا يسمح لأحد بالكلام في أحد، فإنه قد روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر».

الفائدة الثالثة والثلاثون: وهي فائدة جامعة، وهي في سلامة الصدر من الفساد

  جاء في الرواية عن النبي ÷ أنه قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قيل: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد».