شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

المبني على الضم أربعة أنواع:

صفحة 138 - الجزء 1

  ونوي معناه، فاستحقّ البناء على الضّمّ، ومثله قول الحماسي:

  ٤٥ - لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل

  وقال الآخر:

  ٤٦ - إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن ... لقاؤك إلّا من وراء وراء

  وقولي «لفظا» احتراز من أن يقطع عنها لفظا ومعنى؛ فإنها حينئذ تبقى على إعرابها، وذلك كقولك «ابدأ بذا أوّلا» إذا أردت ابدأ به متقدما، ولم تتعرض للتقدم


٤٥ - هذا بيت من الطويل من كلمة لمعن بن أوس مذكورة في أمالي القالي (ج ١ ص ٢١٨) وفي ديوان الحماسة لأبي تمام (ج ٢ ص ٧) وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٣٤٨) وفي قطر الندى (رقم ٦).

اللّغة: «لعمرك» بفتح العين ليس غير - كلمة يستعملها العرب في اليمين بمعنى وحياتك، ومنه قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} فإذا لم يكن استعمالها في اليمين فتحوا العين أو ضموها، ومعناها حياتك، «أوجل» يحتمل أن يكون فعلا مضارعا بمعنى أخاف، وأن يكون أفعل تفضيل بمعنى أشد خوفا، «تعدو» بالعين المهملة: أي تسطو، ومنهم من يرويه بالغين المعجمة، وأصل معناه تجيء وقت الغداة «المنية» الموت.

الإعراب: «لعمرك» اللام لام الابتداء، عمر: مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، وعمر مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، «ما» نافية، «أدري» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، «وإني» الواو واو الحال، إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «لأوجل» اللام هي اللام المزحلقة، وأوجل: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل رفع خبر إن، «على» حرف جر، «أينا» أي: مجرور بعلى، والجار والمجرور متعلق بتعدو الآتي، وأي مضاف والضمير مضاف إليه «تعدو» فعل مضارع، «المنية» فاعل تعدو، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب بأدري، «أول» ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب، والعامل فيه تعدو.

الشّاهد فيه: قوله «أول» فإن الرواية في هذه الكلمة بالضم على البناء؛ إذ لو أعربها لجاء بها منصوبة، وسبب بنائها أن الشاعر حذف لفظ المضاف إليه ونوى معناه.

٤٦ - هذا بيت من الطويل، وقد أنشده المؤلف في كتابه «قطر الندى» (رقم ٧)، ونسبه أبو العباس المبرد في الكامل (١ - ٣٨) إلى عتي بن مالك العقيلي؛ وحكى روايته عن الفراء.