باب في عمل الفعل
  ثم قلت: باب في عمل الفعل - كلّ الأفعال ترفع إمّا الفاعل أو نائبه أو المشبّه به، وتنصب الأسماء، إلا المشبّه بالمفعول به مطلقا، وإلا الخبر والتّمييز والمفعول المطلق فناصبها الوصف والنّاقص والمبهم المعنى أو النّسبة والمتصرّف التّام ومصدره ووصفه، وإلا المفعول به فإنها بالنّسبة اليه سبعة أقسام: ما لا يتعدّى إليه أصلا: كالدّالّ على حدوث ذات كحدث ونبت، أو صفة حسّيّة كطال وخلق، أو عرض كمرض وفرح، وكالموازن لانفعل كانكسر، أو فعل كظرف، أو فعل أو فعل اللّذين وصفهما على فعيل في نحو ذلّ وسمن، وما يتعدّى إلى واحد دائما بالجارّ كغضب ومرّ، أو دائما بنفسه كأفعال الحواسّ، أو تارة وتارة كشكر ونصح
الإعراب: «من» اسم شرط جازم يجزم فعلين، وهو مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، «يقترب» فعل مضارع فعل الشرط، مجزوم بمن، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، «منا» جار ومجرور متعلق بيقترب، «ويخضع» الواو واو المعية، يخضع: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من أيضا، «نؤوه» نؤو: فعل مضارع جواب الشرط، مجزوم بمن، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، وضمير الغائب العائد إلى من مفعول به، «ولا» الواو عاطفة، لا: نافية، «يخش» فعل مضارع معطوف على جواب الشرط، مجزوم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، «ظلما» مفعول به ليخش، «ما» مصدرية ظرفية، «أقام» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مخفوض بإضافة ظرف محذوف، وهذا الظرف منصوب بيخش، والتقدير: ولا يخش ظلما مدة إقامته، «ولا» الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي، «هضما» معطوف على قوله ظلما.
الشّاهد فيه: قوله «ويخضع» حيث جاء منصوبا، وقد توسط بين الشرط وجوابه، ومثله قول زهير، وقد أنشده سيبويه (ج ١ ص ٤٤٧).
ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة ... فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
ومحل الاستشهاد به قوله «فيثبتها» فإنه مقترن بالفاء بعد «يقدم رجله» الذي هو فعل الشرط، وقد توسط بين فعل الشرط المذكور وجوابه الذي هو قوله «يزلق» وقد جاء بهذا المضارع المقترن بالفاء منصوبا.