شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

السابع: المبهم المضاف لمبني

صفحة 115 - الجزء 1

  روى بفتح الحين على البناء، والكسر أرجح على الإعراب، ولا يجيز البصريون غيره.

  النوع السابع: المبهم المضاف لمبنيّ، سواء كان زمانا أو غيره، ومرادي بالمبهم: ما لا يتّضح معناه إلا بما يضاف إليه، ك «مثل» و «دون» و «بين» ونحوهن، مما هو شديد الإبهام.

  فهذا النوع إذا أضيف إلى مبني جاز أن يكتسب من بنائه، كما تكتسب النكرة المضافة إلى معرفة من تعريفها، قال الله تعالى: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}⁣[هود، ٦٦]، يقرأ على وجهين: بفتح اليوم على البناء؛ لكونه مبهما مضافا إلى مبني وهو إذ، وبجره على الإعراب، وقال الله تعالى: {وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ}⁣[الجن، ١١] «منا» جار ومجرور خبر مقدم، و «دون» مبتدأ مؤخر، وبني على الفتح لإبهامه، وإضافته إلى مبني وهو اسم الإشارة، ولو جاءت القراءة برفع «دون» لكان ذلك جائزا، كما قال آخر:

  ٢٧ - ألم تريا أنّي حميت حقيقتي ... وباشرت حدّ الموت والموت دونها

  الرواية «دونها» بالرفع.


الجر على أنه معرب تأثر بالعامل الذي قبله، وهو حرف الجر، والثاني: الفتح على أنه مبني على الفتح في محل جر، وبعده جملة اسمية من مبتدأ وخبر هي في محل جر بإضافة حين إليها؛ فدل ذلك على أن لفظ «حين» وشبهه إذا أضيف إلى جملة اسمية جاز فيه وجهان: البناء، والإعراب، لكن الإعراب في هذه الحال أرجح من البناء، وتجويز الأمرين هو ما ذهب إليه علماء الكوفة، وذهب نحاة البصرة إلى أنه لا يجوز فيه في مثل هذه الحال إلا الجر لفظا على الإعراب؛ لأنه إنما بني في الشاهد السابق لأنه اكتسب من المضاف إليه البناء فإذا كان المضاف إليه معربا كما هنا فلما ذا يبنى؟!.

٢٧ - هذا بيت من الطويل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين.

اللّغة: «حميت حقيقتي» أراد منعت الناس أن يصلوا إليها أو يقربوا منها، والحقيقة - على ما مضى في شرح الشاهد ٢٢ - كل ما يجب أن يدافع الإنسان عنه من عرض أو نفس أو مال، «باشرت حد الموت» أراد بحد الموت حدته وشدته، «والموت دونها» أي حائل بيني وبينها.

الإعراب: «ألم» الهمزة للاستفهام التقريري، لم: حرف نفي وجزم وقلب، «تريا» فعل مضارع، مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وألف الاثنين فاعل، مبني على السكون في محل