الخامس من المعارف: المحلى بأل
  فزعموا أن التقدير: والذي تحملينه طليق، ف «ذا» موصول مبتدأ، و «تحملين» صلة، والعائد محذوف، و «طليق» خبر.
  الشرط الثاني: أن لا تكون «ذا» ملغاة، وإلغاؤها بأن تركّب مع «ما» فيصيرا اسما واحدا؛ فتقول: «ماذا صنعت» وينزّل «ماذا» بمنزلة قولك: أيّ شيء، فتكون مفعولا مقدّما، فإن قدرت «ما» مبتدأ و «ذا» خبرا، فهي موصولة؛ لأنها لم تلغ.
  ومنها: «أيّ» كقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ}(١) أي: الذي هو أشد، وقد تقدم الكلام فيها.
  ومنها: «أل» الداخلة على اسم الفاعل، ك «الضّارب» أو اسم المفعول ك «المضروب»، هذا قول الفارسي وابن السراج وأكثر المتأخرين، وزعم المازنيّ أنها موصول حرفيّ، ويرده أنها لا تؤول بالمصدر، وأن الضمير يعود عليها، وزعم أبو الحسن الأخفش أنها حرف تعريف، ويرده أن هذا الوصف يمتنع تقديم معموله، ويجوز عطف الفعل عليه، كقوله تعالى: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ٣ فَأَثَرْنَ}[العاديات، ٣ و ٤] فعطف «أثرن» على «المغيرات» لأن التقدير: فاللاتي أغرن فأثرن، و (المغيرات) مفعلات من الغارة، و (صبحا) ظرف زمان، كانوا يغيرون على أعدائهم في الصباح؛ لأنهم حينئذ يصيبونهم وهم غافلون لا يعلمون، ويقال: إنها كانت سريّة لرسول الله ÷ إلى بني كنانة فأبطأ عليه خبرها، فجاء به الوحي إليه، والنّقع: الغبار، أو الصوت، من قوله ÷: «ما لم يكن نقع أو لقلقة»(٢) أي: فهيجن بالمغار عليهم صياحا وجلبة(٣).
  ثم قلت: الخامس المحلّى بأل العهدية كجاء القاضي، ونحو: {فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ} الآية، أو الجنسيّة نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} ونحو: {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} ونحو: {وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.}
(١) مريم، ٦٩، وقد تقدم الكلام على هذه الكلمة في ١٤٣.
(٢) اللقلقة - بفتح اللامين بينهما قاف ساكنة - هي شدة الصوت.
(٣) الجلبة - بفتح الجيم واللام والباء جميعا - اختلاط الأصوات وشدتها، وإنما يكون ذلك عند الاضطراب وكثرة أصحاب الصوت.