شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

تأتي الحال من الفاعل ومن المفعول بلا شرط، ومن المضاف إليه بواحد من ثلاثة شروط

صفحة 273 - الجزء 1

  وأشرت بقولي «قبله» إلى أنه لا يجوز أن يقال «عطوفا زيد أبوك» ولا «زيد عطوفا أبوك».

  ثم بينت أن الحال تارة يأتي من الفاعل، وذلك كما [كنت] مثّلت به من قوله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً}⁣[القصص - ٢١] فإن (خائفا) حال من الضمير المستتر في (خرج) العائد على موسى #.

  وتارة يأتي من المفعول كما [كنت] مثلت به من قوله تعالى: {وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً}⁣[النساء - ٧٩] فإن (رسولا) حال من الكاف التي هي مفعول أرسلنا.

  وأنه لا يتوقف مجيء الحال من الفاعل والمفعول على شرط.

  وإلى أنها تجيء من المضاف إليه، وأن ذلك يتوقف على واحد من ثلاثة أمور:

  أحدها: أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه، كما في قوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً}⁣[الحجرات، ١٢] فميتا: حال من الأخ، وهو مخفوض بإضافة اللحم إليه، والمضاف بعضه، وقوله تعالى: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً}⁣[الحجر - ٤٧].

  والثاني: أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه في صحة حذفه والاستغناء عنه بالمضاف إليه، وذلك كقوله تعالى: {بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً}⁣[البقرة، ١٣٥] ف {حَنِيفاً} حال من {إِبْراهِيمَ} وهو مخفوض بإضافة الملة إليه، وليست الملة بعضه، ولكنها كبعضه في صحة الإسقاط والاستغناء به عنها، ألا ترى أنه لو قيل: اتبعوا إبراهيم حنيفا؛ صحّ - كما أنه لو قيل: أيحب أحدكم أن يأكل أخاه ميتا، ونزعنا ما فيهم من غل إخوانا - كان صحيحا.


«يا» حرف نداء «للناس» اللام لام الاستغاثة، وهي حرف جر، الناس: مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بالفعل الذي نابت عنه يا، أو بنفس يا، على الخلاف المشهور، وجملة الاستغاثة معترضة بين المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب، «من» حرف جر زائد، «عار» مبتدأ مؤخر، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الشّاهد فيه: قوله «معروفا» فإن هذه الكلمة حال أكدت مضمون الجملة التي قبلها.