الحال على أربعة أقسام
  فالمبينة للهيئة كقولك: «جاء زيد راكبا» و «أقبل عبد الله فرحا». وقول الله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً}[القصص - ٢١].
  والمؤكدة لصاحبها كقوله تعالى: {لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}[يونس، ٩٩]: وقولك «جاء الناس قاطبة» أو «كافّة» أو «طرّا» وهذا القسم أغفل التنبيه عليه جميع النحويين، ومثّل ابن مالك بالآية للحال المؤكدة لعاملها، وهو سهو.
  والمؤكدة لعاملها كقولك: «جاء زيد آتيا» و «عاث عمرو مفسدا» وقول الله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ}[ق، ٣١] وذلك لأن الإزلاف هو التقريب؛ فكل مزلف قريب، وكل قريب غير بعيد، وقوله تعالى: {وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً}[النساء - ٧٩] {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً}[النمل - ١٩] {وَلَّى مُدْبِراً}[القصص - ٣١] {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[البقرة - ٦٠] فإنه يقال: عثي بالكسر يعثى بالفتح إذا أفسد.
  والمؤكدة لمضمون الجملة كقولك: «زيد أبوك عطوفا» وقول الشاعر:
  ١١٨ - أنا ابن دارة معروفا بها نسبى ... وهل بدارة يا للنّاس من عار؟
الشّاهد فيه: الاستشهاد بهذا البيت في هذا الموضع في قوله «حالة» حيث أنث لفظ الحال بالتاء، وهي لغة فيه.
١١٨ - هذا بيت من البسيط لسالم بن دارة، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ١٨٩) والأشموني في باب الحال (رقم ٤٩١).
اللّغة: «دارة» أكثر العلماء على أن دارة اسم أم سالم، وبيت الشاهد يؤكده، ومن الناس من قال: دارة لقب جده، واسمه يربوع، وهو سالم بن مسافع بن يربوع، وقيل: مسافع بن عقبة بن يربوع.
الإعراب: «أنا» ضمير منفصل مبتدأ، «ابن» خبر المبتدأ، وابن مضاف و «دارة» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية والتأنيث، «معروفا» حال، «بها» جار ومجرور متعلق بمعروف، «نسبي» نسب: نائب فاعل لمعروف، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، «وهل» حرف استفهام إنكاري، «بدارة» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم،