شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 392 - الجزء 1

  [ومثال المنفصل بالمجرور «أفي الدار تقول زيدا جالسا»]

  ومثال المنفصل بالمفعول قول الشاعر:

  ١٩٩ - أجهّالا تقول بني لؤىّ ... لعمر أبيك أم متجاهلينا

  ولو فصلت بغير ذلك تعينت الحكاية، نحو «أأنت تقول زيد منطلق».

  ثم قلت: باب الأسماء الّتي تعمل عمل الفعل - وهي عشرة - أحدها المصدر، وهو: اسم الحدث الجاري على الفعل، كضرب وإكرام، وشرطه: أن لا يصغّر، ولا يحدّ بالتّاء [نحو «ضربته ضربتين أو ضربات»] ولا يتبع قبل العمل، وأن يخلفه فعل مع أن أو ما، وعمله منوّنا أقيس، نحو: {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيماً} ومضافا للفاعل أكثر، نحو: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} ومقرونا بأل


في هذه الجملة نصب مفعولين: أحدهما قوله «البعد» وثانيهما قوله «محتوما» والفعل في هذه الجملة مسبوق بأم المعادلة لهمزة الاستفهام، وهذا يدل على أن معادل الاستفهام مثل الاستفهام في هذا الموضع.

وهذا البيت من أقوى ما يستدل به على إجراء القول مجرى الظن، والسر في هذا أن المفعولين اللذين نصبهما فعل القول في موضعي الاستشهاد من هذا البيت قد جاءا منصوبين بالفتحة الظاهرة.

١٩٩ - هذا بيت من الوافر للكميت بن زيد الأسدي، وهو من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ١٨٧) وابن عقيل (رقم ١٣٦) والأشموني (رقم ٣٤٥) واستشهد به من قبلهم جميعا سيبويه شيخ النحاة (ج ١ ص ٦٣).

الإعراب: «أجهالا» الهمزة للاستفهام، جهالا: مفعول ثان لتقول الآتي، تقدم عليه، «تقول» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «بني» مفعول أول لتقول، وبني مضاف، و «لؤي» مضاف إليه، «لعمر» اللام لام الابتداء، عمر: مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، والتقدير: لعمر أبيك قسمي، وعمر مضاف وأبي من «أبيك» مضاف إليه، وأبي مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، «أم» حرف عطف، «متجاهلينا» معطوف على قوله جهالا، يريد أهم جهال في الحقيقة أم هم يتصنعون الجهل؟

الشّاهد فيه: قوله «أجهالا تقول بني لؤي» حيث أعمل «تقول» عمل تظن، وهو مضارع مبدوء بالتاء التي تدل على الخطاب، ومسبوق بهمزة الاستفهام، وقد فصل بينه وبين الهمزة بأحد المفعولين، وهو قوله «جهالا».