ينقسم اسم الفاعل إلى ما يعمل مطلقا، وما لا يعمل إلا بشرط
  وأشرت بتمثيلي بضارب ومكرم إلى أنه إن كان من فعل ثلاثي جاء على زنة فاعل، وإن كان من غيره جاء بلفظ المضارع بشرط تبديل حرف المضارعة بميم مضمومة، وكسر ما قبل آخره مطلقا.
  ثم ينقسم اسم الفاعل إلى مقرون بأل الموصولة، ومجرّد عنها.
  فالمقرون بها يعمل عمل فعله مطلقا، أعني ماضيا كان أو حاضرا أو مستقبلا، تقول: «هذا الضّارب زيدا أمس، أو الآن، أو غدا» قال امرؤ القيس:
  ٢٠٢ - القاتلين الملك الحلاحلا ... خير معدّ حسبا ونائلا
  فأعمل «القاتلين» مع كونه بمعنى الماضي؛ لأنه يريد بالملك الحلاحل أباه، وفيه دليل أيضا على إعماله مجموعا.
  والمجرّد عنها إنما يعمل بشرطين:
  أحدهما: أن يكون للحال أو الاستقبال، لا للماضي، خلافا للكسائي وهشام
٢٠٢ - هذا بيت من الرجز المصرع أو بيتان من مشطوره من كلمة لامرئ القيس بن حجر الكندي، يقولها بعد أن قتل بنو أسد أباه وخرج يطلب بثأره منهم، وقبل البيت قوله:
والله لا يذهب شيخي باطلا ... حتّى أبير مالكا وكاهلا
والبيت من شواهد المؤلف في القطر (رقم ١٦٧).
اللّغة: «أبير» أهلك وأستأصل، «مالكا وكاهلا» قبيلتان، «الحلاحل» - بضم الحاء الأولى - السيد الشجاع، «حسبا» الحسب: ما يعده المرء من مفاخر آبائه، «نائلا» عطاء وجودا.
المعنى: أقسم أنه لا يسكت عن الطلب بثأر أبيه فيضيع دمه هدرا، ولكنه سيأخذ له من قتلته، فيهلك هاتين القبيلتين، ويفنيهم، ويستأصل شأفتهم.
الإعراب: «القاتلين» صفة لمالك وكاهل المذكورين في البيت الذي أنشدناه، «الملك» مفعول به للقاتلين، «الحلاحلا» صفة للملك، «خير» صفة ثانية، وخير مضاف و «معد» مضاف إليه، «حسبا» تمييز «ونائلا» معطوف عليه.
الشّاهد فيه: قوله «القاتلين الملك» حيث أعمل اسم الفاعل - وهو قوله «القاتلين» - في المفعول به، مع كونه دالا على المضي؛ ألا ترى أنهم قتلوه قبل أن يقول ذلك؟ وإنما عمل في المفعول - مع ذلك - لكونه مقترنا بأل، ولو كان مجردا منها لما أعمله.