الرابع: المثنى
  بـ «الزيدان» و «الهندان» ليعلم أن تثنية المذكر والمؤنث في الحكم سواء، بخلاف جمعهما السالم.
  ومن شواهد الرفع قوله تعالى: {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا}[المائدة - ٢٣].
  (قال) فعل ماض، و (رجلان) فاعل، والفاعل مرفوع، وعلامة الرفع هنا الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، ومعمول (يخافون) محذوف: أي يخافون الله، وجملة (أنعم الله عليهما) تحتمل أن تكون خبرية فتكون في موضع رفع على أنها صفة ثانية لرجلان، والمعنى: قال رجلان موصوفان بأنهما من الذين يخافون، وبأنهما أنعم الله عليهما بالإيمان، وتحتمل أن تكون دعائية مثلها في قولك «جاءني زيد |» فتكون معترضة بين القول والمقول، ولا موضع لها كسائر الجمل المعترضة، ومثله في الاعتراض بالدّعاء قول الشاعر:
  ١٣ - إنّ الثّمانين - وبلّغتها - ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
  ومن شواهد الجرّ قوله تعالى: {لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ
١٣ - هذا بيت من بحر السريع من قصيدة لأبي المنهال عوف بن محلم، الخزاعي، الشيباني، يقولها في مدح عبد الله بن طاهر، وكان قد دخل عليه، فسلم، وأجابه عبد الله، فلم يسمع، فلما أعلم بذلك دنا منه وارتجل قصيدة أولها:
يا بن الّذي دان له المشرقان ... طرّا، وقد دان له المغربان
وبعده البيت الذي ذكره المؤلف، وانظر الترجمة رقم ٣٤٠ من فوات الوفيات بتحقيقنا.
اللّغة: «ترجمان» بفتح التاء والجيم أو ضمهما أو فتح التاء وضم الجيم - وأصله الذي ينقل إليك كلام غيرك عن لغته إلى لغتك.
المعنى: يعتذر عن عدم سماعه تحية الممدوح بأنه قد طعن في السن، وطال به العمر، ويدعو للممدوح بأن ينسأ الله له في أجله ويطيل بقاءه.
= الشرط الثامن: ألا يستغنى عن تثنية الاسم بتثنية غيره، فإنهم لم يثنوا «سواء» اكتفاء بتثنية «سي» وشذ عند النحاة قول الشاعر:
فيا ربّ إن لم تجعل الحبّ بيني وبينها ... سواءين فاجعلني على حبّها جلدا