يلحق بهذا الجمع ألفاظ
  وأشرت بقولي و «بابه» إلى أن كل ما كان كسنين(١) - في كونه جمعا، لثلاثي، حذفت لامه، وعوّض عنها هاء التأنيث - فإنه يعرب هذا الإعراب، وذلك كقلة وقلين،
الإعراب: «ثم» حرف عطف، «انقضت» انقضى: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، «تلك» تي: اسم إشارة فاعل انقضت، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، «السنون» بدل من اسم الإشارة، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر، «وأهلها» الواو عاطفة، وأهل: معطوف على قوله السنون، وأهل مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه، «فكأنها» الفاء عاطفة، كأن: حرف تشبيه ونصب وضمير الغائبة اسم كأن، «وكأنهم» الواو عاطفة، كأن: حرف تشبيه ونصب أيضا، وضمير الغائبين اسم كأن، «أحلام» خبر كأن الأول، وخبر الثاني محذوف يدل عليه خبر الأول، وأصل الكلام: فكأنها أحلام وكأنهم أحلام، وتقدير الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه أولى من العكس كما مر للمؤلف قريبا.
التمثيل به: في قوله «السنون» فإن هذه الكلمة وقعت في موقع المرفوع، لكونها بدلا من المرفوع على الفاعلية، والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه، وقد جاء بها الشاعر بالواو؛ لأن هذه الكلمة ترفع بالواو، وتنصب وتخفض بالياء، مثل جمع المذكر السالم.
(١) ذكر المؤلف في هذا النوع مما يلحق بجمع المذكر السالم ثلاثة قيود:
الأول: أن يكون مفرده ثلاثيّا، فخرج ما كان مفرده رباعيّا كجعفر وشبهه.
والقيد الثاني: أن تكون اللام قد حذفت في المفرد، فخرج به ما لم يحذف منه شيء أصلا نحو تمرة وكلمة، وما حذفت فاؤه دون لامه نحو عدة وصفة وضعة، وشذ أضون في جمع أضاة - وهي بوزن قناة:
الغدير - كما شذ حرون في جمع حرة - وهي الأرض ذات الحجارة - وكما شذ رقون في جمع رقة - وهي بزنة عدة: الفضة - وكما شذ لدون في جمع لدة - وهي بوزن عدة أيضا: الذي يساويك في سنك - وكما شذ حشون في جمع حشة - وهو بزنة صفة أيضا: الأرض الموحشة - فإن أضاة وحرة لم يحذف منهما شيء، ورقة ولدة وحشة حذفت فاءاتها لا لاماتها، فإن أصل الرقة الورق واللدة الولد والحشة الوحش.
والقيد الثالث: أن يعوض من اللام المحذوفة في المفرد تاء التأنيث، فخرج به ما لم يعوض أصلا كيد ودم وأب وأخ، وما عوض بغير تاء التأنيث نحو اسم، وشذ بنون وأبون وأخون في جمع ابن وأب وأخ، فإن لاماتها قد حذفت، ولكن لم يعوض في الأب والأخ شيء، وعوض في الابن همزة الوصل في أوله، وأصلها بنو وأبو وأخو.
وبقي قيد رابع لم يذكره المؤلف، وهو ألا يكون المفرد قد جمع جمع تكسير، فخرج به ما جمع مفرده جمع تكسير نحو شاة وشفة فإنهما جمعا على شياه وشفاه، وشذ من ذلك ظبون في جمع ظبة - وهي حد السيف - فإنها جمعت جمع تكسير على ظبي مثل مدى، وعلى أظب مثل أيد وأدل.